قصص قصيرة

السبت، 12 مايو 2012

وحشا أم إنسانا تريدون.........؟!



ظل يبحث عن مكان يمكنه من الجلوس ؛ فقد ملّ الزحام ، كره وجوده بين هؤلاء الذين يدعون على انفسهم بشرا ، قد اقترب بركان غضبه أن ينفجر من كثرة العبارات التى يقرأها من خلال نظراتهم إليه ؛ فى محاولة منه بالهروب إلى مكانه المفضل الذى يشعر فيه ولأول مرة بإنه إنسانا لا أحد يتملقه ، لا أحد يلفظه ، لا أحد يحمله جزاء ذنبا لم يقترفه ولكن ليت كل شئ بالتمنى يتحقق .

فأين يجد ذلك المكان وسط هذا الكم من الزحام ، قرر أخيرا الرحيل فى رحلة وهمية خارج نطاق الواقع وأنفصل عن كل ما يوجد من حوله من مؤثرات لتبدأ الأسئلة تضرب عقله الصغير مرة يمينا وأخرى يسارا ....

شعورا يقتله فى اليوم ألف مرة ومرة ، يجعله يفكر لو أنه يستطيع كسر حاجز الزمن بين ثالوثه ربما يعود إلى الماضى حيث كانت بدايته ومنعها من الحدوث بعد قتل ذلك الشخص الذى ــ لا يعرف له شكلا ــ تسبب فى تعاسته فى نظرة الناس المتملقة من حوله ، تشرده فى أعينهم ؛ أو يذهب نحو المستقبل ربما يجد هناك أناس يعرفون شيئا من الرحمة ، شيئا من الشفقة ، أناس يعملون عقولهم للحظة واحدة من الزمن فيصل لخلدهم بأن ليس له ذنب فى ما هو فيه ومن مثله 
.

لقد أتقن قراءة ما تخفيه أعينهم من عبارات وما يفكرون به دون النطق ؛ تمنى لو أن أحدا يستطيع أن يقرأ ما تخفيه عينه من كلمات وعبارات أخرى يدافع بها عن نفسه ربما يفهم البعض منها كيف أتى إلى هذه الحياة ؟، كيف آل به الحال هكذا ؟! لكن أين يجدهم فكل من حوله صمٌ بكم ٌعمىٌ لا يفقهون شيئا .

كم أراد أن يخبرهم بأن ليس من طبعه العنف ، إنه يريد أن يكسب رزقه مثل الأخرين ليكفيه ذل السؤال ، ولكن أنىّ له ذلك والمجتمع من حوله يلفظه وكأنه آفة من آفاته السقيمة ، لم لا يوجد أحد يريد أن يتقبله ....؟! لم يتحمل جزاء ذنب لم يقترفه ....؟! لم يلام على أخطاء غيره ....؟ ....

أسئلة تمنى لو وجد لها إجابة غير الإجابة العقيمة التى أتقنها كل من حوله ...
يريد أن يخبرهم بأنه وأمثاله كالقنبلة الموقوتة كادت أن تنفجر ، كاد أن يصير الوحش الذى خلقته نظراتهم وما يقرأه فى عيونهم  يلتهم كل ما يقف أمامه ؛ يريد أن يثبت لهم بأنه لا فرق بينه وبينهم سوى القليل من الأشياء لو حصل عليها لأصبح واحدت منهم له مكانته بينهم ، إنه لو وجد شخصا يهتم لأمره ، يسهر على راحته ، يهرول به عند المرض لمعالجته ، أحد يعلمه سلوكيات الحياة ، لو تعاملوا معه مرة واحدة كإنسان لعرفوا حينها بأنهم بنوا العديد من الأفكار الخاطئة على مجمتعه من خلال أفكارهم العقيمة التى جعلتهم منبوذين من قبل المجتمع ككل ؛ لتغيرت نظرتهم وعرفوا بأنهم سلاح ذو حدين الأول منهم ذو منفعة للمجتمع والآخر يكاد أن يهلكه ، لو أحسنوا معاملتهم لأصبحوا ترسا فى عجلة التنمية ، ولو ظلوا على أفكارهم لأصبحوا فيروسا لن يكون له علاج ولا مضاد لأنه لن ينفع حينها البكاء على اللبن المسكوب .

ترتسم عبارات الاستغراب والتكهن على وجهه من مجتمع يتقبل ما فيه من مفسدين ، من لصوص ، مْن انتهكوا تقاليد وسلوكيات الحياة الصحيحة رغم أن هناك من يوجههم ويلقون جمّ غضبهم من خلال نظراتهم المتملقة لمجتمع أخر ربما لو اتيحت لهم الفرصة لغير من شأنه تماما .....

موجها نظره نحو السماء ربما يجد بوادر غيث تنذر بقرب الطوفان لينظف تلك الأفكار كى ينتهى من عنائه المتواصل ويبدأ مجتمع لا حياة فيه للعقيم من الأفكار أو آفاته الحالية ، أو أن يجد الخلاص متمثلا فى ملك الموت بعد أن ذبلت ورقة عمره وسقطت لأخيرا وينتهى من الحياة قبل أن تبث الروح فى الوحش الذى خلق بداخله ....

       ليصرخ بصوت مرتفع وحشا أم إنسانا تريدون أن أكون ............؟!!

تمت
جمال أيوب
6-5-2012





الجمعة، 23 مارس 2012

سألتنى وكان الجواب

سألتنى بعين باكية يا ولدى لم الرحيل ؟ لم تريد أن تهجر أحضانى وتحلق عنى بعيدا .....؟ .

أبقى يا ولدى بقربى فأننى أملك كنزا من الحنان ولك فيه نصيب ، أبقى بقربى فأنت  فى الحياة  سندى حاميا للعرض والشرف ، أنت رصاصتى تطلب صدر الظلم والطغيان ، أنت سلاحى فى وجه الأعداء .

أبقى يا ولدى بقربى ولا تسحب من عينى نور الحياة ، فبعينيك أرى الكون ، وفكرك ورجاحة عقلك أبنى حضارتى وأمجادى ، وبك أسعى لمكانتى بين الأمم  .

أبقى يا ولدى بقربى ولا ترحل وتتركنى للخوف ، للوحدة ، للألم والأحزان ؛ لا تتركنى فريسة بين أنياب الظلم والطغيان ؛ يا ولدى لا ترحل و تتركنى فى البرد بلا غطاء .

يا ولدى  أنظر لدمعاتى وكن بها رحيما .....
 أنظر لوجه رسم عليه الزمان ملامحه بأسا وشقاء ؛ وكن له بسمة مرسومة على جبين الحياة ، كن له كقطرات الندى تدواى جراحه وتشفى جراحه ، لتسقى ظمأئه وتعطر ريحه .
 
يا ولدى أنظر فى أمر قلب يأن حزنا ، ينزف حنينا ، يبكى دماءا ، يعتصره الألم على أطفال مثلك ذات يوم رحلوا وأنقطعت أخبارهم ليسمع نعيهم فى اليوم التالى  ؛ كن به رؤفا عطوفا .

يا ولدى أبقى بقربى ولا تسكننى مساكن النسيان ، مساكن الألم والأحزان ، لا تسكننى مساكن الأطلال أرتل فيها تراتيل الوداع ، أسامر بقايا أحلامى ، أبكى فلذات أكبادى تاهوا بين عقبات الزمن .....
أنظر فى أمر عجوز نال منه الزمن بكهولته وشيخوخته ،  يستجدى حنانك ، يتوسل قربك لتؤنسه همساتك ويستنشق عبير أنفاسك ؛ ألا تزيد آلامه ، ألا  تحطم ما تبقى من أمال وأحلام .

أبقى يا ولدى بقربى ولا ترحل وتتركنى للخوف ، للوحدة ، للألم والأحزان ؛ لا تتركنى فريسة بين أنياب الظلم والطغيان ؛ يا ولدى لا ترحل و تتركنى فى البرد بلا غطاء .


وكان الجواب ........
____________________

تسأليننى لم الرحيل وكأنك بالجواب تجهلين ....؟ ؛ ألا ترين كم من الزهور فى بستانك قد ذبلت ...؟ ألا ترين كيف تغتال الأحلام والآمال ....؟ كيف تسمم الأفكار وتغيب العقول ...؟ كيف تزور الحقائق لتصبح أكاذيب ...؟ كيف تزين الأكاذيب لتصبح أساطير ....؟ .

سأرحل باحثا عن ذاتى منقبا عن بقايا أحلامى ، مبتعدا عن مكان أصبح فيه الغدر والخيانة أساسا للبقاء ؛ صانعا لنفسى عالما لن يحيا فيه سوى الصدق والوفاء ، يعمه الأمن فى الأرجاء ...
سأرحل لأعود ببقايا أحلامى كالأشباح أبث بها الرعب فى قلب الظلم والطغيان لأرسم بها أملا جديدا على جدران الحياة لأعزف لحن الحرية والأنتصار لأرفع راية العزة والكرامة فى الأفاق لأجعل منك أسطورة من أساطير الحياة  ........ .

سأرحل وصورتك معلقة فى وجدانى ، مسكنك الروح والفؤاد ، وحبك دوما يمدنى بالزاد ، يسرى فى شرايينى .....  


elgharieb

السبت، 25 فبراير 2012

وداعا فأنى راحل ....

أيا فتاة يستمد الكون منها دفئه ، يختبئ القمر منها خجلا ، تعم الحياة منها سعادة وسرورا ، أيا فتاة من أجلك أبحرت فى بحر الشوق والهذيان ، ومن أجلك وصفنى كل من حولى بالجنون ، وقالوا عنى هذا بهلول مخبول .


أخبرت من حولى بأنك أستثنائية.

قالوا أنك لعوب ماكرة ، ستفطرين قلبى ذات يوم وترحلين ، وعلى قبرى سترقصين رقص المرأة الغجرية ، وعن فريسة أخرى ستبحثين ، هكذا طباع الإنثى إن رأت منك عشقا جنونيا مثل عشقك ، إن رأت منك ضعفا يتغلغل داخلك تحت مسمى الحب ، وعلى حكيم عرضوا مشكلتى وكأن أصابنى مرض عضال أطرحنى فراشا لا داواء له غير العلقم ...

فقلت لهم لا أريد دوائكم إن كان شهدا لكم فهوا علقما مر المذاق ، هو باب الحزن لقلبى ، هو نهاية الكون ، لا أريد أن أحيا ميتا ، فأفضل أن أكون ميتا حيا فى زمنا لا يعترف بنبل ما أريد ، فتاتى أتهمتموها زورا ولن تعرفوها ؛ لن ألومكم على ذلك بل سأترك لكم الحكم حين تصابون بمرضى .


فأنا ذاهب لمملكتى ، شيدتها على سطح القمر ، شيدتها من أحلام طفوليه ، سأتلو فيها تراتيل الحب ، وسأكتب على جدرانها أسمى كلمات الحب ، ترقبوا كل مساء أنشودتى فى جمال محبوبتى ، أنشودة عشقى ، أنشودة رحيلى من دنيا ما رأيت فيها سوى الألم والمكر والأحزان إلى دنيا لن أجد فيها إلا الصدق والحب والأمان ، إلى دنيا لن تسمعوا فيها إلا الأساطير التى تخلد أروع قصص الوفاء ، وسأكتب محبوبتى لحنا على جدران الحياة ليتغنى به كل ما فى الكون من طير وإنس وجان ......



وداعا فأنى راحل ....

elgharieb

السبت، 18 فبراير 2012

هكذا علمنى حبك


هكذا علمنى حبك
أن أنسى امام أبتسامتك كل همى
وأن أزيل من قلبى كل حزنى
وأن أنسى أمامك كل عذابى
وأن أمحى بنظرتك كل ألامى
وألا أعرف أمامك كبريائى
وألا أخرج من قلبى أهاتى
وبرؤياك أمسح كل دمعى
وفى بعدك أسترجع كل شجونى
وفى وداعك أرسل معك قلبى وعيونى
وبذكراه أسبح بخيالى
وغيرك أمرنى ألا ترى عينى
وبجوارك أزيل العقبات من دربى
وبأحلامك أرسم مستقبلى واحلامى
علمنى حبك كل شئ
علمنى حبك أن أعشق كل ما فى الكون
وعلمنى حبك كيف يكون الحب
وعلمنى كيف يكون يكون العشق
وعلمنى كيف يكون الهوى
وعلمنى كيف أسير بين العشاق
وأرشدنى أى الطرقات أسير
وأخبرنى عنك كل شئ
أخبرنى عن جمال أبتسامتك
وأخبرنى عن مدى روعة عينيك
وأخبرنى كيف تكون لغة صمتك
وأخبرنى السبل كى أفهمها
وعلمنى حبك المزيد والمزيد
هكذا علمنى حبك

elgharieb

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

أحمد رامى .... الشاعر العاشق


أحمد رامي شاعر مصري شهير ولد في حي السيدة زينب في1892م، كرّمه الرئيس المصري محمد أنور السادات حيث منحة درجة الماجستير الفخرية في الفنون فهو شاعر الشباب.

التحق رامي بمدرسة المعلمين وتخرج منها عام 1914 وسافر الي باريس في بعثه لتعلم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية ثم حصل علي شهادة في المكتبات من جامعة السوربون ونال أحمد رامي تقديرا عربيا وعالميا واسع النطاق حيث كرمته مصر عندما منحته جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1967 كما حصل علي وسام الفنون والعلوم كما نال أيضا وسام الكفاءة الفكرية من الطبقة الممتازة حيث قام الملك الحسن الثاني ملك المغرب بتسليمه الوسام بنفسه كما أنتخب رئيس لجمعية المؤلفين وحصل علي ميدالية الخلود الفني من أكاديمية الفنون الفرنسية وقبل وفاته ببضع سنوات كرمه الرئيس المصري حينها أنور السادات حيث منحة درجة الدكتوراه الفخرية في الفنون. لكن أحمد رامي أصيب بحالة من اكتئاب إلى الاكتئاب الشديد بعد وفاة محبوبته الملهمة الأساسية له أم كلثوم ورفض أن يكتب أي شي بعدها حتي رحل في 4/6/1981. قدم أحمد رامي لأم كلثوم 110 أغنية.
حياته
كان أحمد رامي من اشد المعجبين بالسيدة أم كلثوم الف لها اغان كثيرة ربطتهما ببعض وكانت هي قد رغبت عنه حتى لا تطفئ شعلة الالهام الشعري في نفسه رغم احترامها الشديد له وتقديرها لعلاقة الصداقة بينهما ورغب هو أيضا عن الزواج ولكن اشترطت اختاه من تزوجه من السيدة عطيات وانجب ابنا اسماه محمد وابن اسماه توحيد وابنه هي الهام.لأسباب خاصة .

منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل


لن تجعلوا من شعبنا

شعب هنودٍ حمر..

فنحن باقون هنا..

في هذه الأرض التي تلبس في معصمها

إسوارةً من زهر

فهذه بلادنا..

فيها وجدنا منذ فجر العمر

فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعر

مشرشون نحن في خلجانها

مثل حشيش البحر..

مشرشون نحن في تاريخها

في خبزها المرقوق، في زيتونها

في قمحها المصفر

مشرشون نحن في وجدانها

باقون في آذارها

باقون في نيسانها

باقون كالحفر على صلبانها

باقون في نبيها الكريم، في قرآنها..

وفي الوصايا العشر..

2

لا تسكروا بالنصر

إذا قتلتم خالداً.. فسوف يأتي عمرو

وإن سحقتم وردةً..

فسوف يبقى العطر

3

لأن موسى قطعت يداه..

ولم يعد يتقن فن السحر..

لأن موسى كسرت عصاه

ولم يعد بوسعه شق مياه البحر

لأنكم لستم كأمريكا.. ولسنا كالهنود الحمر

فسوف تهلكون عن آخركم

فوق صحاري مصر

4

المسجد الأقصى شهيدٌ جديد

نضيفه إلى الحساب العتيق

وليست النار، وليس الحريق

سوى قناديلٍ تضيء الطريق

5

من قصب الغابات

نخرج كالجن لكم.. من قصب الغابات

من رزم البريد، من مقاعد الباصات

من علب الدخان، من صفائح البنزين، من شواهد الأموات

من الطباشير، من الألواح، من ضفائر البنات

من خشب الصلبان، ومن أوعية البخور، من أغطية الصلاة

من ورق المصحف نأتيكم

من السطور والآيات

فنحن مبثوثون في الريح، وفي الماء، وفي النبات

ونحن معجونون بالألوان والأصوات..

لن تفلتوا.. لن تفلتوا..

فكل بيتٍ فيه بندقيه

من ضفة النيل إلى الفرات

6

لن تستريحوا معنا..

كل قتيلٍ عندنا

يموت آلافاً من المرات

7

إنتبهوا.. إنتبهوا

أعمدة النور لها أظافر

وللشبابيك عيونٌ عشر

والموت في انتظاركم في كل وجهٍ عابرٍ

أو لفتةٍ.. أو خصر

الموت مخبوءٌ لكم.. في مشط كل امرأةٍ..

وخصلةٍ من شعر..

8

يا آل إسرائيل.. لا يأخذكم الغرور

عقارب الساعات إن توقفت، لا بد أن تدور..

إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا

فالريش قد يسقط عن أجنحة النسور

والعطش الطويل لا يخيفنا

فالماء يبقى دائماً في باطن الصخور

هزمتم الجيوش.. إلا أنكم لم تهزموا الشعور

قطعتم الأشجار من رؤوسها.. وظلت الجذور

9

ننصحكم أن تقرأوا ما جاء في الزبور

ننصحكم أن تحملوا توراتكم

وتتبعوا نبيكم للطور..

فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضور

من باب كل جامعٍ..

من خلف كل منبرٍ مكسور

سيخرج الحجاج ذات ليلةٍ.. ويخرج المنصور

10

إنتظرونا دائماً..

في كل ما لا ينتظر

فنحن في كل المطارات، وفي كل بطاقات السفر

نطلع في روما، وفي زوريخ، من تحت الحجر

نطلع من خلف التماثيل وأحواض الزهر..

رجالنا يأتون دون موعدٍ

في غضب الرعد، وزخات المطر

يأتون في عباءة الرسول، أو سيف عمر..

نساؤنا.. يرسمن أحزان فلسطين على دمع الشجر

يقبرن أطفال فلسطين، بوجدان البشر

يحملن أحجار فلسطين إلى أرض القمر..

11

لقد سرقتم وطناً..

فصفق العالم للمغامره

صادرتم الألوف من بيوتنا

وبعتم الألوف من أطفالنا

فصفق العالم للسماسره..

سرقتم الزيت من الكنائس

سرقتم المسيح من بيته في الناصره

فصفق العالم للمغامره

وتنصبون مأتماً..

إذا خطفنا طائره

12

تذكروا.. تذكروا دائماً

بأن أمريكا – على شأنها

ليست هي الله العزيز القدير

وأن أمريكا – على بأسها

لن تمنع الطيور أن تطير

قد تقتل الكبير.. بارودةٌ

صغيرةٌ.. في يد طفلٍ صغير

13

ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعام

لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألف عام

طويلةٌ معارك التحرير كالصيام

ونحن باقون على صدوركم..

كالنقش في الرخام..

باقون في صوت المزاريب.. وفي أجنحة الحمام

باقون في ذاكرة الشمس، وفي دفاتر الأيام

باقون في شيطنة الأولاد.. في خربشة الأقلام

باقون في الخرائط الملونه

باقون في شعر امرئ القيس..

وفي شعر أبي تمام..

باقون في شفاه من نحبهم

باقون في مخارج الكلام..

14

موعدنا حين يجيء المغيب

موعدنا القادم في تل أبيب

"
نصرٌ من الله وفتحٌ قريب"

15

ليس حزيران سوى يومٍ من الزمان

وأجمل الورود ما ينبت في حديقة الأحزان..

16

للحزن أولادٌ سيكبرون..

للوجع الطويل أولادٌ سيكبرون

للأرض، للحارات، للأبواب، أولادٌ سيكبرون

وهؤلاء كلهم..

تجمعوا منذ ثلاثين سنه

في غرف التحقيق، في مراكز البوليس، في السجون

تجمعوا كالدمع في العيون

وهؤلاء كلهم..

في أي.. أي لحظةٍ

من كل أبواب فلسطين سيدخلون..

17

..
وجاء في كتابه تعالى:

بأنكم من مصر تخرجون

وأنكم في تيهها، سوف تجوعون، وتعطشون

وأنكم ستعبدون العجل دون ربكم

وأنكم بنعمة الله عليكم سوف تكفرون

وفي المناشير التي يحملها رجالنا

زدنا على ما قاله تعالى:

سطرين آخرين:

ومن ذرى الجولان تخرجون

وضفة الأردن تخرجون

بقوة السلاح تخرجون..

18

سوف يموت الأعور الدجال

سوف يموت الأعور الدجال

ونحن باقون هنا، حدائقاً، وعطر برتقال

باقون فيما رسم الله على دفاتر الجبال

باقون في معاصر الزيت.. وفي الأنوال

في المد.. في الجزر.. وفي الشروق والزوال

باقون في مراكب الصيد، وفي الأصداف، والرمال

باقون في قصائد الحب، وفي قصائد النضال

باقون في الشعر، وفي الأزجال

باقون في عطر المناديل..

في (الدبكة) و (الموال)..

في القصص الشعبي، والأمثال

باقون في الكوفية البيضاء، والعقال

باقون في مروءة الخيل، وفي مروءة الخيال

باقون في (المهباج) والبن، وفي تحية الرجال للرجال

باقون في معاطف الجنود، في الجراح، في السعال

باقون في سنابل القمح، وفي نسائم الشمال

باقون في الصليب..

باقون في الهلال..

في ثورة الطلاب، باقون، وفي معاول العمال

باقون في خواتم الخطبة، في أسرة الأطفال

باقون في الدموع..

باقون في الآمال

19

تسعون مليوناً من الأعراب خلف الأفق غاضبون

با ويلكم من ثأرهم..

يوم من القمقم يطلعون..

20

لأن هارون الرشيد مات من زمان

ولم يعد في القصر غلمانٌ، ولا خصيان

لأننا من قتلناه، وأطعمناه للحيتان

لأن هارون الرشيد لم يعد إنسان

لأنه في تحته الوثير لا يعرف ما القدس.. وما بيسان

فقد قطعنا رأسه، أمس، وعلقناه في بيسان

لأن هارون الرشيد أرنبٌ جبان

فقد جعلنا قصره قيادة الأركان..

21

ظل الفلسطيني أعواماً على الأبواب..

يشحذ خبز العدل من موائد الذئاب

ويشتكي عذابه للخالق التواب

وعندما.. أخرج من إسطبله حصاناً

وزيت البارودة الملقاة في السرداب

أصبح في مقدوره أن يبدأ الحساب..

22

نحن الذين نرسم الخريطه

ونرسم السفوح والهضاب..

نحن الذين نبدأ المحاكمه

ونفرض الثواب والعقاب..

23

العرب الذين كانوا عندكم مصدري أحلام

تحولوا بعد حزيران إلى حقلٍ من الألغام

وانتقلت (هانوي) من مكانها..

وانتقلت فيتنام..

24

حدائق التاريخ دوماً تزهر..

ففي ذرى الأوراس قد ماج الشقيق الأحمر..

وفي صحاري ليبيا.. أورق غصنٌ أخضر..

والعرب الذين قلتم عنهم: تحجروا

تغيروا..

تغيروا

25

أنا الفلسطيني بعد رحلة الضياع والسراب

أطلع كالعشب من الخراب

أضيء كالبرق على وجوهكم

أهطل كالسحاب

أطلع كل ليلةٍ..

من فسحة الدار، ومن مقابض الأبواب

من ورق التوت، ومن شجيرة اللبلاب

من بركة الدار، ومن ثرثرة المزراب

أطلع من صوت أبي..

من وجه أمي الطيب الجذاب

أطلع من كل العيون السود والأهداب

ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحباب

أفتح باب منزلي.

أدخله. من غير أن أنتظر الجواب

لأنني أنا.. السؤال والجواب

26

محاصرون أنتم بالحقد والكراهيه

فمن هنا جيش أبي عبيدةٍ

ومن هنا معاويه

سلامكم ممزقٌ..

وبيتكم مطوقٌ

كبيت أي زانيه..

27

نأتي بكوفياتنا البيضاء والسوداء

نرسم فوق جلدكم إشارة الفداء

من رحم الأيام نأتي كانبثاق الماء

من خيمة الذل التي يعلكها الهواء

من وجع الحسين نأتي.. من أسى فاطمة الزهراء

من أحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزان كربلاء

نأتي لكي نصحح التاريخ والأشياء

ونطمس الحروف..

في الشوارع العبرية الأسماء..

تبحث عن قصيدة أو موضوع بعينه؟