قصص قصيرة

السبت، 4 ديسمبر 2010

غـــابة الأشــــــباح



يمر الجميع بجوار تلك الغابة ودائما ما يمنون أنفسهم بالدخول إلى دهاليزها والتمتع بما تحتويه من أشجار وزهور ورؤية المياه البيضاء المنحدرة من أعالى الشلالات عندما تتخللها أشعة الشمس الذهبية عنوة عنها ؛ كل ما سبق مجرد صورة مرسومة فى أذهان الجميع لتلك الغابة ولكن لا يستطيع أحد من الخطو خطوة واحدة بين تلك الأشجار لأن أجدادهم كانوا يطلقون عليها غابة الأشباح وكانوا على يقين بأن من يدخلها لن يخرج منها ثانية وقد حدث ذلك مرة منذ أكثر من عشرون عاما وتسلل بعض الأطفال بين شجيراتها ومن حينها لا يعلم عنهم أحد شيئا ؛ وبذلك أيقين الجميع بوجود تلك الأشباح التى تسكن هذه الغابات وكثيرا ما تراودهم الأحلام بغزو تلك الغابة ومحاربة من يسكنها من أشباح وطردهم عنها لأنها جزء من قريتهم الصغيرة ومن وطنهم الذى منعوا من خيراته ولكن كيف يستطيعون فعل ذلك وعدوهم يتفوقون عليهم فى القوة كثيرا ألا تسمع بأنهم أشباح كان ذلك هو الرد عندما يقوم أحد سكان القرية والنداء بغزو الغابة والبحث عن هؤلاء المفقودين من أطفال .


 ظلت تلك الأحلام الصعبة تراودهم كما راودت من قبلهم ولكن الخوف وقف حائلا بين تحقيقها ما أذمه من شعور عندما يحطم الأحلام واغتيالها ودفنها بين التراب . وذات ليلة سمع أهل القرية الضجيج يملأ أركان الغابة والصياح فى تلك الأشباح للاستعداد للحرب والاستيلاء على القرية المجاورة لها وبدأ الخوف يزداد فى قلوب الجميع خوفا من قوة العدو القادم إليهم الذى لا يعلمون بأى سبيل يدافعون به عن أنفسهم وفى ذلك الحين وجدوا شخصا مكمم الوجه لا يظهر من وجهه سوى عيناه فقط ويشع منها ضوءا مظلما ممتطيا جواده واقفا أعلى الصخرة ويقدم لهم العون ولكن بشروط وبدأ يملى عليهم شروطه واحدا تلو الأخر
الشرط الأول ... أنا القائد فى المعركة والجميع يطيع أوامرى
الشرط الثانى ... بعد الفوز بالمعركة سأحكم القرية والجميع يدفع لى الخراج
الشرط الثالث ... لا أريد تمرد ولا عصيان
الشرط الرابع ... لا أريد تجمعات فى القرية ولا أحزاب
الشرط الخامس ... لا أريد أحدا يشغل نفسه بالعلم لا الأبحاث
الشرط السادس ... سأقسم البلدة إلى عدة قرى أصغر منها حجما ولكل منها رئيس ستمد منى سلطته
وبدأ يعد ويكتب لهم الشروط وأعلن الجميع له الولاء والطاعة حتى يتخلصوا من ذلك العدو الذى أخذ منهم أطفالهم ...


 بدأ الجميع يستعدون للحرب بعد تنفيذ ما أمر به ذلك الغريب وجلس على كرسى العرش وحكم فى الجميع ؛ أمتطى جواده وسار فى صدر الجيش فى اتجاه القرية سار الجميع من خلفه يبحثون عن تلك الأشباح لقد قطعوا مسافة كبيرة فى تلك الغابة دون رؤية لأى فرد من الأعداء وأخيرا وصلوا خارج الغابة من الناحية الأخرى وبدأ الجميع يهلل فرحين بالنصر المذعوم وعادوا جميعا وما رأوا سوى الخراب والدمار يصعق بيوتهم وأرضهم فقد تفرقوا وتشتتوا بعد أن كانوا يدا واحدة ، لقد أعطوا الولاء لشخص خائن غدر بهم وبدأ يسرق وينهب فى رزقهم ويفعل كما يشاء ويحلوا له يقتل رجال القرية ويفترس النساء وكأنه ذئب له ذيل نجس تغيرت أحواله ودائما ما يسمعون ضحكاته تدوى فى السماء ساخرا من أمرهم ..


عندما سأله سكان القرية لم ذلك الضحك ؛ يخبرهم قائلا بسبب عقولكم الضيقة أصبحتم فريسة سهلة فى يدى سمعت أنكم تخافون الغابة لما تعج من أشباح فدخلتها وسرت جميع دروبها وعلمت بعدم وجود تلك الأشباح وحينها علمت بأن تلك الأشباح هى أنفسكم الخائفة ، فأتيت إليكم مقدما العون على عدو ليس له وجود سوى فى الأحلام ومن قبل أوهمتكم بأنهم يريدون أن يحاربوكم كى أجبرك على القتال وأجد طريقى نحو السلطة وتكوين الأموال ؛ أعلمتم لم أخر منكم الآن لأنكم أعطيتمونى الفرصة لأتحكم فيكم بشيئين الأول منهم هو جهلكم وخوفكم ، والثانى هو تفرقكم بعد وحدتكم وعندما تشرد أحدى الأبقار عن القطيع تكون فريسة سهلة للوحوش ، وأيضا الآن لا يستطيع أحد منكم محاربتى لأن العديد يسعى لتحقيق مصالحه وتحقيقها يشترط وفائه لى ولا يوجد واحدا فيكم يريد أن يقدم مصلحة الكل على مصلحته .......




فرد أحد الواقفين ذات يوم أخذت تلك الغابة بأشباحها الموهومة أطفال لنا سيعودون لك فى هيئة الأشباح المرسومة فى أذهاننا وحينها لن نخافهم ولكن سنكون لهم سند فلنا موعد أخر وحينها ننظر من سيضحك ومن سيبكى ......

تــــــــمــــــــت
Gamal ayoub
 2/12/2010

الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

عــــــــــودة بطــــــــــــل


مع شروق الشمس كل صباح تذهب نحو الترعة بين الحقول الخضراء على أمل النهوض بتلك الأشعة الذهبية لترسل معها تحية الصباح اليومية ودعواتها إلى هذا الحبيب الذى ذهب وتركها على أمل العودة محملا بفرحة النصر لتكون فرختها بعودته فرحتين فرحة الحبيب الغائب منذ زمن ، وفرحة عودة الحبيب المنتصر الذى أعاد لذلك الشعب هيبته بعد انكسار دام لمدة ستة سنوات كاملة ، ليرسم بعودته دموع الفرح ويمحى بها دموع الحزن والألم التى لازمت هذا الشعب بعد ما حدث فى نكسة يوليو 67  ومع المساء تذهب فى نفس الاتجاه  لتلحق بالشمس قبل أن ترحل ويكسو الظلام المكان لعلها تجد معها رسالة من أرض الحبيب التى تجهل أين تقع أراضيه يخبرها فيها عن أحواله وكيف تسير الأمور فى أرض القتال ؛ كم من الأعداء قد قتل ؟ وكم قد أسر ؟ وكم من أبطالنا قد نال شرف الشهادة ؟ وكم وكم .... فهناك الكثير من الأخبار التى تريد أن تعرفها . 


وتدور الكثير من الأفكار فى رأسها الصغير الذى يشبه تلك القرية التى تسكن بها ، وهى عبارة عن عالمها كله فلا تعلم شيئا خارج حدوده سوى الحبيب المنتظر بلهفة وأشواق . الجميع من حولها يتهامسون بإمكانية حدوث حرب فى الشهور القليلة القادمة وقد تكون خلال أيام ؛ ولكن القيادة من حولها تكذب ما يذاع من حولها من خلال أخبار الجبهة التى تذاع على مدار اليوم بالراديو . الجميع يمنون أنفسهم بقيام تلك الحرب اليوم قبل الغد ، ولكنها تشعر بصدق ما يذاع فى البلدة على لسان أهلها بأن حرب التحرير اقتربت من الاندلاع فقد منعت الأجازات منذ شهرين لا يوجد جنود ذاهبون أو جنود عائدون فالكل فى معسكره مقيم ؛ وتسير فى طرقات القرية تائهة باحثة بين الوجوه على وجه واحد ؛ وتنظر إلى أصابع يدها متأملة ما تحتويه فإذا بها تجد وعد العودة والإياب الموثق من قبل الحبيب بدبلة الخطوبة .


فتذكرت تلك الليلة وما حدث فيها من أحداث ، مرت أمامها مشهد مشهد  من بداية اليوم حتى نهايته ، فالجميع موجودون الفرح والبسمة يملأ الوجوه والآن قدم إليها فارس الأحلام ليقدم لها ميثاقه بالعودة ثانية مهما طال الغياب وهى تمد  يدها له فى بابتسامة الفرح ممزوجة بالخجل ليكتب عليها أنت حياتى ولا حياة سواك ؛ فابتسمت بابتسامة تملأها الدموع دموع الشوق والحنين ، وبدأت تتحدث مع القمر تسأله عن أمر الحبيب .


نبأ العبور يذاع على كل المحطات عبر الراديو والجميع فى طرقات القرية يصيحون ويتغنون بأناشيد حب الوطن ، والكل يتلقى التهانى والتهليل بأسم الله ينتشر فى المكان وكأن اليوم هو يوم العيد ، ولم لا نعم فهو عيد النصر ، عيد العبور ، عيد الأبطال . لقد عبرنا القناة تقال من الجميع ، أم أحمد ، وأم محمود ، الحاج محمد السمكرى ، والحاج محمود البقال . والجميع ملتفون فى دوار العمدة حول المذياع لمتابعة أخبار العبور الكل يترقب بشغف .


مرت أيام بعد النصر وبدأت المراسلات تأتى لأهل الجنود الذين نالوا الشهادة فى أرض القتال لتقدم لهم العزاء فى فقدان الأبطال ، ولم تستلم مثل تلك الرسائل فحمدت الله وظلت على أمل بأنه سيعود وكلما أقترب اليأس من الانتصار عليها هزمته بعزيمة الأبطال وتنظر على الميثاق الذى تركه لها في يدها .


 ومرت الأسابيع فلا أخبار ولا اتصال ، تترقب وأهل القرية المذياع كل يوم لعلهم يسمعون أخبار عن أبطالهم الذين لا يعلمون عنهم شيئا ، فلا خبر . ها هو يقترب من بعيد يسير بين الحقول ، لقد عاد الحبيب البطل من معركة رد الشرف . لقد عاد ليفى بوعده لقد عاد .


أسرعت مهرولة فى اتجاه القادم من بعيد وهى تصيح لقد عاد ليفى بوعده لقد عاد ، فأسرع خلفها الجميع ليستمعوا إلى ما حدث على لسان أحد الأبطال ، ويسأل كل واحد منهم عن ولده الذى كان هناك وكأنها تطوى الأرض بخطواتها فلا يستطيع أحد النهوض بها ؛ نعم لقد وصل ولكنه ليس هو بل هو صديقه الذى خرج معه من هنا ؛ فأعطاها خطابا يحمل أسمها بداخله شئ يشبه الدائرة ، فجلست مكانها تنظر فى أمر الخطاب والجميع من حولها ينظرون لذلك البطل العائد ويتهافتون عليه بالأحضان وبدموع الفرح ممتزجة بطعم النصر .


حبيبتى


لا أنكر بأنك كل حياتى ، فأنت مهجتى وسعادتى ، وأنت قرة عينى ، فلا تبكينى ذات يوم عندما تقرئين تلك الكلمات ولكن أبتسمى وإن كان هناك داع للدموع فاجعليها دموع الفرح لأننى حينها سأكون البطل الشهيد ، فلا تلومينى على طول الغياب ، فإن كنت قد غبت عنك طويلا فأنت لم تغيبين عنى لحظة واحدة ، فكنت أنت قمرى أثناء الليل الذى أسامره ، وأنت شمسى أثناء النهار ، وأنت مائى وقت العطش ، فكنت أجد صورتك أمامى على حبات الرمال ؛ فلا تطلبين منى اليوم الوفاء بالعهد الذى بيننا لأن كان لدى عهد قديم نسيت أن أخبرك به قبل الرحيل ، عهد قطعته بينى وبين حبيبتى الأخرى وقد وفيت به ؛ فقد كنت أكذب عليك عندما أخبرك بأن ليس فى حياتى سواك ولكن كان لدى حب وعشق أخر كنت أسامر به النجوم فى غفلتك ، فكنت أعشق هذا البلد وقطعت له العهد ووهبت نفسى لحمايته واسترداد كرامته واليوم أوفيت بوعدى معه . وها أنا أعود إليك بروح بلا جسد ، بقلب ظل يهتف باسمك حتى النهاية ، وعين مشتاقة لرؤيتك حتى أغلقت . كم تمنيت أن أدفن معى كل شئ قد يذكرك بى ولكن أخبرنى الجميع بألا أكون قاسيا القلب معك وعلى أن أحررك من قيود العهد الذى بيننا  فأرسلته لك طالبا منك السماح لعدم قدرتى على الوفاء بوعدى لك لأننى اليوم فى حياة غير الحياة ... عذرا حبيبتى أتركى خلفك تلك الأيام الماضية وهذه الذكريات باحثة لك عن حياة أخرى تمنحك السعادة التى سلبتها منك ....
أمنياتى لك بحياة أبدية مع السعادة .




صمتت لحظات من الزمن ثم استرسلت فى الضحك بعد نفس عميق خرج وكأنه هو الروح ....
حبيبى يا بهجة الفؤاد والعين ، يا من تسكن الأنفاس ، وتسرى بداخلى مسرى الروح والدماء ، يا من بالفؤاد سكناك لا تعتقد أنك قد سلبت منى السعادة وتركتنى للشقاء والأحزان ؛ فاليوم أنا زوجة البطل ، فأنت السعادة والحياة ، فإذا أسكنك الجميع التراب ... أنا قد أسكنتك سابقا الروح والفؤاد ... وداعا يا من سلبت منى الحياة اليوم و منحتنى كل السعادة وأسباب إقامة الأفراح لأعوام وأعوام ؛ على وعد منى بألا أنساك يوما ، وإذا حاول النسيان الاقتراب من ذاكرتى سأمحوه من قواميس الذاكرة عندى لأنساه ولكنى أبدا ما أنساك .....




تـــــــمــــــــــت

Gamal Ayoub
2/11/2010






الجمعة، 29 أكتوبر 2010

نداء الواجب



لقد أذن آذان الواجب ... والكتاب يصيح وملأ الدنيا ضيجيج ... لأنه أستيقظ من نوم عميق ... لم يجد ذاك الشخص القريب بجواره ... فبدأ بالعويل والنداء ... فتحركت مع صحياته دقات قلبى ... وهرولت إليه مسرعا ... فأمسك بثابى مستغيثا طالبا منجيا ... من وحدة الأرفف ... من الاهمال ... من التراب الذى كساه ...




الاثنين، 25 أكتوبر 2010

الى من سفك مهجتى2010‏




يابن الكرماءِ دع البلابل تُغنى

دع السفينة بأنهار الحب ترسى

كم تلويت في نسمات السَحَر بأشواقي

وانتظرت المطر بعد الغيم يغرقني

يا رجلا عِشقَهُ بالفكر يقيدني

أبغى الوصل يا حبيبي وقلبي فتهجرني

بعدما قد نالني منك السِحِرَ في فؤادي

واقتربت منك بالمُنى وحبست عليك قلبي

كم سعيت لقطرة ماء تروى بها ظمأى

يا ضياء عقلي ومنية فؤادي

يا قطرة شتاء روتني وشتتني

أخيى قلبي أعياني الجرح وأرداني

وحار الأطباء بأمري وتحديد دوائي

تجمدت الأيام والأحلام أمام عيني

ولا أرى للنور سبيلا فأنت ضيائي

يا نجما بالفضاء أنصت لحديثي

وأنا أصرخ وأنادى طيفك بظلمتي

هل تصغي لأنات قلبي

وتوسلات نبضي

لكنك تصم أذنيك وقلبك عن سماعي

يا من سفكت مهجتي هلا رحمتني


بقلم الرائعة
سامية عبد الرحيم
2010

ثورة عشقى



ثورة عشقي
.........
تتوقف الكلمات
وتعجز الاقلام
كلما تخَيلت أن تكتب عنك
ويحتار الفكر حين تقول من انت
اراك مرة
موجة هادئة تسبح تحت ظل القمر
واخري حرف من كلمة تجمعت
فأحترت اين موضعها
وبرغم زحام الامس
وأطياف كم مرت
وتلاشت بضجيج العمر
واحلاما تهادت ومضت بعناد الزمن
يعجز القلم ان يكتب عنك
يتجاذب قلبي حديثه بصمت
يريد ان يعلن
ان كل شئ ينادي فيك الحب
فمع تغريد طير بمساحات السماء
اسمع صوتك المشتاق
يردد حبيبتي
فتنساب الكلمات كعطر زهرة بيضاء
غمرتني بنسيمها
فأشتاق ان اضمك بين يدي
فمنذ التقينا
غمرتني بسمة
ترحل وتغدو بين العيون
عشقت نظراتك الحالمه
وقيادتك شراع مراكبي
ورضيت كل اتجاهاتك
صدقا ان قلت
لاتكفيك كلمات الحب
فانت جزء من تكويني
بل كل تكويني
بك اتنفس وبدقاتك احيا
وباحساسك اعيش
فاق حبي اي معني
أدركته حدود البشر
قبلك اعلنت التمرد
واتخذت الليل رفيق سمر
ورسيت علي حدود القمر
حيث الخيال الي لا منتهي
ارفض ان تلمس اقدامي الارض
او اعترف بقلوب تعرف ما الحب من البشر
حتي اتاني صوتك الملائكي
شق الضباب واضاء
فأفاقني لعالم بجنون عشقه
وحقيقة من جنون الخيال
فهام فيك قلبي بكل وجدانه وشوقه
فمددت اليك يدي لتسكن روحي
وبأعماقي تسري
كمعجزة من السماء اتتني
بها آمنت ومنها ايقنت
ان حبك محيط كوني
ومساحات قوتي وضعفي
ابدا معك لن تهدأء ثورة عشقي

.....................
بقلم المبدعة
هدي نور

الأحد، 24 أكتوبر 2010

حكايات ترويها الدموع




فى كل يوم يمر علينا نجد هناك الكثير من الحكايات التى ترويها الدموع ؛ وأحيانا يكون الصمت ؛ وربما الصرخات ، وربما سكون الليل عندما ينقطع ويمتلأ بالضجيج ، وربما الهدوء عندما يحال المكان إلى ازدحام وأناس تهرول يمينا ويسارا منهم من يريد الهروب ليعد كوادر لتقاوم فى المستقبل ، وآخرون من أجل أن يقاوموا  ، ربما نجد من يرويها لنا مجموعة من الأبطال  ارتوت الأرض من دمائهم وتزدهر الأشجار والأزهار من خلال امتصاص جذورها لتلك الدماء ، والتى رسًّمت لنا على الجدران وسطرت عليها أجمل قصص الكفاح ، والتى لطخت أيدينا قبل أن تلطخ أيدى القتلة .


هناك نجد  حكايات يرويها لنا طفل رضيع نال الشهادة وهو مازال فى فراش المهد صبيا ، حكاية ترويها لنا عجوز تنظر لولدها الذى ما زال فى ريعان شبابه بابتسامات ودموع الوداع بلا صراخ وعويل ، حكايات ترويها لنا امرأة ترى طفلها ذو السبعة أعوام أو أقل وربما أكبر على فراش الموت مستلقيا لا تجد منه سوى أشلاء متناثرة على ذلك الثوب الأبيض وربما يكون ملونا بالأخضر والأبيض والأسود والأحمر وكل ذلك من خلال قبلة ــ الوداع الأخير ــ  حانية تلصق بها على جبهته ناصعة البياض ، والكل من حوله يتساءلون عن  أمر تلك الابتسامة المرسومة على شفتيه ؛ حكايات يرويها لنا شعب كامل ، ربما يكون وطن مغتصب  هو من يقوم بدور الراوى ، حكايات يسرد أحداثها مسجد مقدس ، طفل ، امرأة ، عجوز ، شاب ،فتاة ، وتظل كلها مجرد حكايات تروى لنا .


إنها حكايات أهملها الجميع ، أهملها المسلمون ، أهملها العرب قبل أن يهملها الغرب ، وقبل أن تهملها المنظمات الداعية بأنها منظمات حقوق الإنسان ، حتى منظمات الرفق بالحيوان ، أهملها مجلس الأمن ، والمحكمة الدولية التى نرى أيديهم فى كل مصيبة فى ذلك العالم فما توجد حرب شهدها العالم اليوم سوى من خلال أوامر منهما وكأن من أنشأهما كان من أجل غرض وحيد وهى تحقيق مصالح الغرب الاقتصادية والسياسية .


 فما رأيكم أيها الداعون بمحاكمة رئيس العراق البطل الراحل وإعطاء الأمر بجعله ضحية ليوم العيد ، يا من تسعون لمحاكمة البشير فى السودان بدعوى أنهم مجرمى حرب ؛ ما رأيكم فى تلك الحكايات التى تروى لكم ؛ أيها الرأى العالمى الذى قام من أجل دعوى كاذبة من قبل منظمات ما يوجد هدف لها سوى مساندة الفساد والطغيان عندما دعوك للحرب على العراق فى تلك الروايات ، حكايات تسرد أحداثها من الألف إلى الياء يمكن أن يسمعها الجميع من الجماد والأشجار والحجارة والجبال والهضاب فكلها صماء لا يوجد لها ألسنة ولا  قلوب ولكنها أثبت لكم العكس عندما سردت لكم تلك الحكايات من خلال دموع أرسلتها وصرخات أدوت بها شق الليل الساكن ، ألا تسمعون أيها السادة ما تحكيه لكم الطيور وما تخبركم به وتعلنها حقيقة بين العلن التى يسودها الإهمال .


 فهى حقيقة واضحة وضوح الشمس أثناء النهار ولكن نظاراتنا جميعا كساها الرماد والغبار وتحجرت قلوبنا عنها وكأننا لا نراها ؛ فليسأل الجميع نفسه منكم يا من تدعون السعى خلف تحقيق العدل ، خلف توفير حقوق الإنسان ؛ يا من تظهرون أنفسكم بأبهى صورا لها بين العالم أجمع فما أنتم سوى مجموعة تسعى إلى الخراب والدمار ، ما ذنب ذلك الرضيع الذى يقتل قبل أن يفتح عيناه ، وما ذنب ذلك الطفل عندما يفتح عيناه ما يجد سوى الدموع التى تنهمر من عين والدته حزنا على فراق أبيه وما ذنبه حتى يُحرم من قول تلك الكلمة التى تحمل بداخلها كل معانى الحنان لم لا تريدونه ينطق بها ولكن لا تقلقوا سنجعله ينطق بها لا محالة فكلنا له آباء يمكنه أن يقولها وقتما شاء وسيجد كل من حوله بالأحضان يستقبلونه وبالقبلات الحانية يلصقون بها على جبهته ووجه ويطلبون منه ترديدها مجددا مرات ومرات  ، ما ذنب حلم ذلك الشاب الذى قتل ووضع بين الأنقاض وغيرهم الكثيرون ، أليس كل ذلك يستحق الحياة كما تستميتون أنتم عليها أليس لكل شخص حلم له الحق أن يحققه . 


إنها حكايات نجدها فى مكان واحد ترويها لنا الدموع التى  تعيش أحداثها . الطيور من حولنا أدمعت ، والأشجار بكت واستصرخت ، كل شئ خلقه البارى لا ينطق قد سمعناه قد نطق بها وأدمع من أجلها وكأن لسان حال تلك الدموع تقول ما بكم يا بنى الإنسان ما بكم تقتلون أنفسكم ، فلم كل ذلك ؟ أفيقوا من غفلتكم يا من تدعون السعى خلف الحريات .


وتظل حكايات تدور أحداثها حول الأقصى ؛ وفى بغداد ؛ وفى أفغانستان منها بعض الأحداث بدعوى الحرب على الإرهاب فأصبحتم أنتم من تمثلون ذلك الإرهاب . وستزال كل تلك الحكايات ترويها الدموع والصرخات ..............


هذه بعض الصور والمجازر التى يفعلها بنى صهيون على مرأى ومسمع من الرأى العالمى دون أن يتحرك أو يتحدث كما يفعل مع العرب وكيف يفعل هذا والمذنب هو طفله المدلل ........
BY 
Gamal Ayoub 
27/5/2010

منتظرا بزوغ قمرى




بين الأطلال جلست وحيدا مناجيا أحلامى وذكرياتى وأثناء جلوسى أقترب وقت المغيب وبدأت الشمس تسحب أشعتها على استحياء من السماء وبدأ الشفق الأحمر فى الظهور ما أروعه من منظر عندما يمتزج ذلك الشفق مع أمواج البحر الثائرة ومع الرمال فى الأفق البعيد .

وبدأ الليل يكسى السماء بثيابه المظلمة ؛ وبدأت هذه الثياب تعم السماء رويدا رويدا ؛ خلال كل ذلك ظللت ناظرا إلى السماء منتظرا ظهور قمرى لأناجيه واشكوا له ما بى من أحزان وأبث فيه همومى وكان ذلك اليوم سماؤه صافية أثناء النهار مليئة بالدفء وكانت أشعة الشمس فيها كسلاسل من الذهب أو كالنيران المتوهجة على ما يحمله قلبى من أوجاع وأهوال .

وبناءا عل صفو السماء فى ذلك اليوم يجب أن يكون القمر منتظرا أن تبدأ الشمس بسحب أشعتها الذهبية من السماء على جمرات من النار ، وأن يكون سريعا فى بزوغه ومتلهفا لرؤيتى وحديثى معه عن الأشواق والحنين للذكريات ومناجاتى لأطلالى ولكنه مثل كل يوم لم يظهر ، وأظل منتظره كل ليلة وقتا طويلا دون أن أرى أى خيط صغير من نوره يظهر فى سمائى ، واعتقدت فى ذلك الوقت بأنه سئم من حديثى ، ومن كثرة شكواى ، ومن كثرة أحزانى ، ومن أن تحرقه نيران أشواقى وحنينى لمعاودة كل ذكرياتى معه التى أتمنى أن أعيشها كل لحظة قادمة من عمرى ؛ لأتذوق ذلك الشعور مجددا منها فحقا له اشتاقت عينى وعقلى .

وبدأ قلبى يسير على تلك الذكرى التى تركنى وحيدا بين أطلالها ألم يعلم ذلك القمر بأنه السبب فى كل ما أشعر الأن عندما قرر الرحيل وأن يقذف بى فى بحر من الحرمان وعذاب الفراق وهجره لسمائى .

أيخاف حقا من نيران أشواقى وحنينى  ؟ أسئم من كثرة أحزانى وشكواى ؟ وبعد أن دارت بعقلى كل هذه الهواجس وأخذت منى تفكيرى قليلا عدت مجددا ناظرا للسماء نحو السماء منتظرا بزوغ قمرى فى سماء حياتى .
بعد أن شربت من الأشواق والحنين لما مضى كؤسا واحدا تلو الأخر حتى الثمالة ؛ وبدأت أسئلة عدة تدور فى ذهنى متسائلة عن عدم ظهوره ، لمِّ لم يظهر إلى الآن ؟ أهو مريض؟ أأصابه مكروه؟ وإذا كان مريض وإذا أصابه مكروه فأين تقع أراضيه لأعوده هناك؟.
أيتها النجوم فلتجيبينى وتخبرينى ما أخبار صديقك أيتها الأمواج المتلاطمة لم ذلك الهيجان ؟ ولم أنفجر بركان الغضب هذا؟ أيتها الصخور الصماء لم لا تجادلينى وتشاركينى همومى وحديثى .
 ما أحمل بقلبى قد فجر بركان الغضب فى أعماق البحر فأجابنى بتلاطم أمواجه ؛ أيتها الصخور الصماء ألم تكونى والقمر والنجوم وتلك الأمواج هنا على عهدنا شهود؟ ألا يغيب أحدنا من سماء الآخر فماذا حدث لها؟ أرجوكم فلتخبرونى لم غاب عنى اليوم ولم مضى قمرى وذهب بعيدا عنى.
وأثناء ذلك الحديث ورؤيتى لتلاطم الأمواج الواحدة تلو الآخرى سمعت هناك صوتا ينادينى أيها العاشق أيها المشتاق إلى حنين قد مضى عهده من أزل بعيد أيها المصاب بمرض غريب يسمى بالحنين ومناجاة الأطلال إن شأنك كل يوم غريب ففى كل يوما أراك جالسا على تلك الصخرة ناظرا للسماء وللأمواج مناجيا أطلال ذهب عنك صاحبها وفى حياته قد مضى ؛ ألا تزال حقا بحبه موهوم ؟ ما بك كل يوم تنادى القمر ويكون موجود ؟ وتظل منتظرا قمرا أخر يبزغ لك فى السماء.
 ألا تعلم بأن هذا الكوكب لديه قمرا وحيد؟ فنظرت خلفى فوجدت شخصا مارا بجوارى هو من يحدثنى ؛ فقلت له من أنت يا هذا ومن أخبرك بأننى منتظرا بزوغ قمرى ؛ فقال لى أنا حكيم هذا الزمان ، وأنا موجود هنا منذ أن بدأت مناجاة أطلالك واستدعائك لشهودك القمر والنجوم والأمواج وتلك الصخرة الصماء .
ألم تشعر بحديثك ؟ أكنت تعتقد بأنها مجرد أمواج تلاطم أحدها التى تسبقها ومن ثم تأتى الأخرى لتتلاطم بما سبقها من أمواج هى من أخبرنى بأحوالك مع أطلالك وذكرياتك ؟، لا فقد سمعت حديثك الذى لم تشعر به وأنا لك للعذر ملتمس.
فقلت له بلى لكل منا فى هذا الكوكب أقمار عدة وليس قمرا أو أثنين وسأظل منتظرا قمرى الذى سحب نوره من حياتى منذ أزل بعيد وقرر أن يتركنى وحيدا فريسة لظلام الليل .
أرجوك أيها الحكيم أذا لم تكن تعلم مكانه فدعنى وحدى لمناجاة أطلالى فربما يقرر قمرى الظهور ثانية فى سماء حياتى ....
سأظل منتظره إلى أن يظهر ويعود
..............


Gamal Ayoub
11/2/2010






السبت، 23 أكتوبر 2010

أصله فلاح



أصله فلاح كلمة تقال فى أغلب الأحيان ليس رفعا من شأن ذلك الشخص الذى توجه إليه ، بل تقال غالبا عندما نريد أن نقلل من شخص أو ربما نقصد به الإهانه فى زمن أختلت فيه المعايير واختلطت فيه فهم الأمور ؛ فعذرا لك أيها الفلاح فأنت ذات يوم كنت أبى ، وجدى ، وعمى ، وخالى ، وكل أفراد عائلتى بل أنه أنا ولى الفخر بذلك . فلو أردت الخوض فى الحديث لأبرز أهمية ذلك الشخص فى حياتنا سيطول الحديث ولن ينتهى أبدا .


 وبنظرة سريعة إلى الماضى القريب  سنجد ذلك الشخص قد صنع لنا بطولات وأمجاد وسطر لنا أروع الحكايات التى ترويها لنا كتب التاريخ الآن ، منذ أيام الحروب الصليبية ووقوف عامة الشعب من فلاحين وحرفيين مع الجيوش بأدوات الزراعة فى وجه عدو يريد أن يسلب منهم حريتهم حتى أسقطوه أرضا صريعا لا يقوى على الحراك وألحقوا بهم شر هزيمة ، وبنظرة إلى ماض أقرب قليلا من ذلك فسنجد ذلك الفلاح كان يقف يدا بيد بجوار المثقفين فى حروبهم ضد الاحتلال أثناء ثوراتهم عليهم ومساندته لكل الزعماء المناضلين بداية من عرابى حتى أخر مناضل فى عصر الاحتلال ، وعودة قليلا للخلف من هذا العصر نحو العصر الذى تولى فيه محمد باشا ولاية مصر من كان يسانده هو عامة الشعب من حرفيين وفلاحين ومثقفين إن كان هناك فى هذا الزمان مثقف واحد كلهم تحت قيادة شعبية واحدة بقيادة الزعيم الشعبى عمر مكرم ، ومن قبله هم من قاوموا الحملة الفرنسية بقيادة الزعيم الشعبى محمد السيد كريم ، ونجد مواقفهم البطولية تتجلى على مدار تاريخ هذا الشعب كجزء لا يتجزأ عن كيانه فكلنا جسد واحد نكمل بعضنا بعضا ولا يستطع أحد منا العيش دون الآخر .


 ما كتبت ذلك الموضوع إلا لأضع النقاط فوق الحروف وأعيد الصورة المقلوبة فى الأذهان لوضعها الحقيقى وما  أردت إلا أن أرفع من شأن ذلك اللفظ حتى يعلم كل من يقوله وكل من يوجه له مثل ذلك اللفظ فى أى مكان بأنه يحمل بين طياته كل التقدير والاحترام ولا يحمل من قريب أو من بعيد أى صورة من صور الإهانه .


 إلى كل من يوجه له ذلك اللفظ يجب عليك أن تفتخر بأنه موجه لك أنت وليس لشخص غيرك أتعلم لم يا صديقى الفلاح الذى أنا على قدر بسيط من العلم ولكنى أفتخر بأننى أنتمى لتلك الفئة من الناس التى أنت تقع بينهم ، لأنك أنت من صنعت ذلك المتعلم وأنت من جعلت هذا عالما فى مجالا ما من المجالات ، وأنت من جعلت هذا دكتور ، ومن جعلت هذا مهندسا ومن هذا ومن هذا أيكفى كل ذلك أم أرسل لك زيادة فى البراهين على أنه لفظ يجب الفخر به .


فيما مضى وكما أخبرتك من قبل صديقى الذى يقول ذلك اللفظ قاصدا به الإهانه من خلال العودة بآلة الزمن التاريخية نحو الماضى القريب من والسحيق ونظرة للحاضر بدلا من الماضى حتى لا تقول مجرد أوهام فى أوهام يقوم الفلاح كل يوم مع أذان الفجر فى الصباح الباكر وذلك على مدار الأسبوع بلا راحة دون أن يكل أو يمل تحت أشعة الشمس الحارقة فى الصيف وتحت هطول الأمطار فى الشتاء بأرجل عارية وبملابس تكاد تكون بالية لا تستر حتى الجسد الهزيل الذى يتوارى خلفها من صقيع الشتاء القارص ، وربما تجبره الظروف على العمل فى منتصف الليل تحت أى ظروف مناخية ؛ وأنت يا من تقلل من قدره تجلس فى بيتك مستظلا بسقفه من كل تلك الأمور منتظرا ما ينتجه لك من محاصيل زراعية حتى تستطيع أن تعد منها ما تأكله أثناء وجباتك اليومية الثلاث ، وأيضا لتصنع منها ما تلبسه من ملابس أثناء الشتاء حتى تحمى بها جسدك من برده وكل ملاذ الحياة التى تنعم بها الآن فالسبب فى وجودها هو ذلك الفلاح فقد جعله الله سببا ليخرج لك ما بباطن الأرض ما تشتهى إليه نفسك وما لا تشتهى ، ولتأتى معى ونتخيل حياتنا بدون هذا الفلاح ؛ فماذا ترى فيها ؟ سأترك الإجابة على هذا السؤال لك أنت ولم أجيب عليه حتى تعلم ما هى قيمته الحقيقية فى حياتك وإن لم تستطع الإجابة فأنك لا تستحق أن تحصل على ما ينتجه لك الفلاح من غذاء وكساء .


وإذا كان هذا اللقب مجرد إهانه فقط فأجبنى على سؤالى هذا ؛ لم تأكل من الثمار التى يقدمها لك كل موسم حصاد ؟ ولم تلبس تلك الملابس التى مكوناتها الأساسية هى من محصول ما ينتجه ذلك الفلاح ؟ لم تنعم بكل شئ يقدمه لك هذا الفلاح ؟ ألم تجعل فى عينك ذرة من الخجل عندما تنعم بكل هذا وتهين الشخص الذى يقدمها لك ؟ من أنت فى الأساس ؟ هل سألت نفسك ذات يوم من أنت قبل أن تكون بتلك الهيئة التى جعلتك تسخر وتهين ذلك اللفظ ؟ هل سألت نفسك كيف وصلت لهذه المكانة أو الدرجة العلمية التى جعلتك تهزأ دوما بذلك الشخص المسكين وتقلل من قدره ؟ .




عندما تصف شخص ما بهذا اللفظ وما تقصد به سوى الإهانة فعد إلى منزلك وأسرع نحو أبيك وأسأله من أنت فسيخبرك على الفور بأنك فلاح أبن فلاح . أتدرى لم سيخبرك بذلك ؟ لأن المهنة الأساسية فى أى بلد قبل قيام الصناعة وقبل وصولها لتلك المظاهر الحضارية فى الأصل هى العمل بالفلاحة وزراعة الأرض . إن لم تصدق قولى فأرجع لكتب التاريخ والمراجع التاريخية وأبحث فى كل حضارة من الحضارات ستجد صحة ما أقول ؛ فماذا كان أول عمل قام به المصريون القدماء قبل بناء الأهرام ؟ وكيف كان يحصل على غذائه ؟ ألم تعلم بـأنه كان يحصل على غذائه من صيد الحيوانات وأوراق الأشجار حتى أستقر على ضفاف النيل ومن ثم بدأ يعمل فى الزراعة كمهنة أساسية له ومن ثم أوجد الآلات الزراعية البدائية التى نجد صورها ونجد البعض منها فى المقابر والمعابد . ونترك الحضارات القديمة ونعود معا للماضى السحيق حيث كان نزول آدم عليه السلام إلى الأرض وهو أبو البشر أجمعين من الجنة ماذا فعل ؟ .


قام بزراعة الأرض من بعض ثمار الجنة وهذا كان أبى البشر وكلنا ننتمى إليه فإذا كان عمل بزراعة الأرض عفوا أقصد بالفلاحة ؛ إذا فمن أنت ؟ وتذكر دائما شيئين ...
الأول بأنه لا فرق بين عربى أو أعجمى .. ولا فرق بين فلاح ومتعلم إلا بشيئين رئيسيين التقوى والعمل الصالح .


والثانى ... بأنه مهما علا شأنك وأرتفع فأنك فى الأساس فلاح وأبن فلاح .....



Gamal Ayoub
22/10/2010
    


الجمعة، 22 أكتوبر 2010

لحظة الغروب


عندما تريد أن تستمتع بأجمل منظر على الإطلاق ما عليك إلا أن تجلس على شاطئ البحر أو على إحدى ضفاف النيل  وتنظر فى الأفق البعيد نحو السماء عند الغروب وظهور الشفق الأحمر فى السماء ممتزجا مع أمواج البحر فإن هذا المنظر يناسب أى شعور يمكن أن يشعر به الإنسان .فلون الشفق الأحمر الممتزج مع أمواج البحر فى الأفق يعبر عم ما يشعر به الإنسان من حزن ويتجاوب معه ، كما أنه يعبر عن حزن الشمس لمفارقتها للسماء فى ذلك الوقت وهى تسحب أشعتها على استحياء لتجدد طاقتها لتظهر مجددا فى سماء اليوم التالى وتبث الأمان فى الدنيا . ولون الشفق الأحمر لوحده يعبر عن لحظة البداية لفراق الشمس لنا فى هذا اليوم وحلول الظلام بما فيه من ذكريات منها ما هو أليم ومنها ما هو ممتع وينبعث الألم من ذلك عن من يحبون وقد فرقت بينهم الأيام






الخميس، 21 أكتوبر 2010

صفحات نسطرها بأفعالنا





إن حياة الإنسان ما هى إلا مجرد صفحات يسطرها بما يفعله كل يوم وتبقى بعد ذلك مجرد ذكريات منها ما هو أليم لا يريد أن يتذكره مرة أخرى وعندما يتذكرها يتمنى لو لم يكتب سطورها فى صفحاته من الأساس ومنها ما هو ممتع وكلما يتذكرها يتمنى أن يمر بها كل لحظة قادمة من حياته مجددا ويسطرها كل لحظة ليملأ بها صفحات حياته ولا يمل من تذكرها ومن ثم فأنه يعود إليها عندما يشعر بالضيق أحيانا وأخرى عندما يريد أن يتحدث مع أحد ولكنه لا يستطيع فيبدأ فى هذه الأثناء يقلب فى تلك الصفحات ويناجيها ويبث فيها ما يشعر به  ويتخذ من هذه الذكريات دواء له ويتوقف التأثير لهذا الدواء على طبيعة الموقف الذى يتعرض له وطبيعة الصفحة التى يريد أن يأخذ منها الدواء ولكننى أجد أن أفضل ما يمكن للإنسان أن يتوجه إليه فى تلك اللحظات هو من لديه القدرة على أن يزيل ذلك الهم عنه وهذه الأحزان دون عناء بمجرد دعاؤه فقط وأنه هو الوحيد الذى لديه القدرة على ذلك منفردا بها ومن يقول غير ذلك إما أنه لا يعلم ماذا يقول ؛ أو أنه يعلم ماذا يقول ولا يعلم نتيجة ذلك الافتراء الكاذب ؛أو يعلم ذلك وذاك وهنا فإنى أرى ذلك الشخص الذى يزعم ذلك بأنه متكبرا متغطرسا وأن هذا بالطبع لا يمنع أن نتخذ هذه الذكريات وسيلة لنتخطى بها هذه الصعاب ولنعالج بها اللحظات التى نمر بها وكما ذكرت تتوقف نتيجة هذا الدواء بشكل كبير على طبيعة الذكريات التى يريد أن يستخدمها لمعالجة ما يمر به فإذا كانت هذه الذكريات ذات طابع أليم فالطبع أنها سوف تزيد الألم الذى يشعر به وقد تعطى نتيجة عكسية مثل الآثار الجانبية التى تحدث من استخدام العقاقير وإذا كانت هذه الذكريات ممتعة فأنها بالطبع سوف تؤدى لمعالجة ما نمر به فى هذه اللحظات وبالطبع إن حياة كل منا مليئة بالذكريات منها ما هو ممتع ومنها ما هو أليم وأخيرا قبل أن تحاول أن تقلب فى هذه الصفحات باحثا فيها عن دواء لما تمر به فيجب عليك أن تكون على يقين بأن من يستطيع أن يذهب عنك ما تشعر به هو الذى لديه المقدرة على ذلك منفردا وأن تقليبك فى هذه الصفحات مجرد وسيلة أو سبب وضعه الله أمامك لكى يساعدك على أن تتخطى  ما تشعر به



Gamal Ayoub
15/9/2009

السبت، 16 أكتوبر 2010

أما زلت تأبى الإياب ؟


أما كفاك حبيبى دمعة عيونى فى الطرقات تسير ؟
تائهة لا تعلم أى الدروب تسير
ترسل نظرات تائهة مع الرياح لتذهب وتسير باحثة عنك فى كل مكان
أما يكفيك دمعة من عينى مرسلة عبر بحار الشوق؟
 تصادمها الأمواج  تصارع بشراعيها مع الأقدار
فلم تعد تستطيع تحمل أمر  النسيان
فهوت عبر القاع ما بين العشاق فى بحر الهوى الغدار
عايش أنا ودمعى بين ذكرياتنا وحنين لما مضى
ألا يكفيك عذاب قلبى ألا يكيفك جراح فؤادى ؟
ألا يكيفك أن تسقطنى صريعا غريقا فى بحر الأشواق ؟
ألا يكيفك هجرا وتعود لنسترجع معا أجمل ذكريات ؟
ألا تحن يوما لما مضى فأنا لسكونى بين حناياك مشتاق ؟
ألا تريد يوما أن تأتى لتضمنى بين ذراعيك لأسترجع بها اجمل ذكريات ؟
أما يكفيك حبيبى أن أكون أسير هواك وقلبى ملك لك وحدك ؟
 ولا يستطيع أحد أسره ما دمت أنت دائما موجود بين حناياه
أما تريد العودة يوما لنشكى معا أحوالنا للزمان ؟
أما تريد أن ترسل للزمان عتابا لتفريقه بين العشاق ؟
أما تريد أن تنطوى الأرض لتعود وتجعلها لا تبعد المسافات بين الأشواق ؟
أما تريد وتريد وتريد أما تريد  الكثير والكثير ؟
أما تريد البوح بما أريد ؟
أما يريد قلبك أن يعود ويحتونى ؟
أما تريد أن يعود قلبك ويداوينى ؟
أما تريد أن تكون لى دواء من دائى ؟
فدائى هو حبك ودوائى أن تكون دائما بقربى
أما يخالجك شعور بالأياب لما تركناه خلفنا فيما مضى ؟
أما تريد أن تعالج ما خلفه فى حياتنا الزمان ؟
أما تريد أن تكون فى حياتى ودربى مرشدا للسبيل ؟
ألا تحن يوما وتعود ؟
ألا يريد قلبك ولسانك أن ينطقان بما أريد السماع ؟
الا تنطق بها فى الأرجاء ؟
وتخبر كل إنسان بأنك أحببتنى كما أحببتك
يا من أحببت وبقيت على ذكراه أسير بين  الأحياء
وسرت فى الدروب من أجل رؤياه تائها
وبقيت فى بحار الشوق تلاطمنى أمواج الحنين لما مضى
ألا تريد العودة آتيا لنحيى معا ذكرانا ؟
لنكمل تسطير صفحات حياتنا بقصة يخلدها الزمن
أما يكفيك أما يكفيك ؟
فأنا أكتفيت من لهيب الأشواق
وأعتصرتنى نيران الفراق والبعاد
وأكتفيت من مناجاة كل العشاق
سائلا عن أى الدروب أسير
ألا تاتى وتأخذنى من بين الأمواج ؟
وتأخذنى من تلك الطرقات المليئة بالأشباح
أما زلت تأبى الأياب ؟
أما زال ذلك لا يكفيك ؟
إذا ماذا يكيفك أخبرنى لفعل المزيد ؟

Gamal Ayoub
3/1/2010

قبل أن ينفجر بركانى


جبيبتى جلست وحدى كثيرا
وطال حقا تفكيرى
أتستحقى كل ما أكن لك
أم أنك صفحة فى حياتى أقتربت من الأنتهاء
أم أنك سيكون لك سطورا أخرى لتكتبيها
أستعودين ثانية لمكانك أم قررت أن ترسمين
على وجهى الحزن دائما
أتسألين عن مدى حبى لك
وأنت تاركة كل ما مضى
كأنه ما حدث
أتسألين لما أكن لذلك الشخص الغيرة
أتسألين لما أحمل بين ضلوعى بركان من الغضب
أتسألين دائما لما أكون هكذا دائما
ألا تعلمين حقا الجواب
اسألى قلبك وهو من يجيب
فلتسألى الأيام لم أكن تلك الغيرة
ولم ذلك البركان
ولتنظرى فى أمرى ثانية قبل أن ينفجر بركانى
   Gamal Ayoub
3/1/2010

الخميس، 14 أكتوبر 2010

بلى كفانى كل شئ



بلى كفانى كل شئ
كفانى هجرا وعذابا
كفانى بكاءا ونحيبا
كفانى وفـــــــــــاءا

 فى زمن لا يعرف له طريقا
كفانى جراحا وألاما
كفانى وكفانى وكفانى
كفانى كتابة وتلحينا
كفانى لكلماتى تسطيرا
لقد سئم قلبى من جراحه
وسئم عقلى من تفكيره
وسئمت ذاكرتى من ذكراه
لذلك قررت الرحيل
عن الدنيا ولا أعلم أى الدروب أسير
ولكننى نهاية قررت الرحيل بلا إياب
أى الدروب أسلك لست أعلم
ولا يهمنى أن أعلم ولكن سأترك نفسى
للأقدار تدلنى أى طريق أسير
وأخيرا سأودع قلمى إلى مثواه الأخير
قبل الرحيل لحين أعود
فقبره محفور منتظرا وفاء الأجال
ما يقرر مصيره أأخذه معى فى دربى
أو لمثواه ألقيه
هو نبضه أما زال ينبض حقا
أما زال أحد يسمع طنينه
أما زال يستطيع أن يعبر عما أريد
أم سألقيه لمثواه الأخير

Gamal Ayoub

6/1/2010



تبحث عن قصيدة أو موضوع بعينه؟