قصص قصيرة

السبت، 12 مايو 2012

وحشا أم إنسانا تريدون.........؟!



ظل يبحث عن مكان يمكنه من الجلوس ؛ فقد ملّ الزحام ، كره وجوده بين هؤلاء الذين يدعون على انفسهم بشرا ، قد اقترب بركان غضبه أن ينفجر من كثرة العبارات التى يقرأها من خلال نظراتهم إليه ؛ فى محاولة منه بالهروب إلى مكانه المفضل الذى يشعر فيه ولأول مرة بإنه إنسانا لا أحد يتملقه ، لا أحد يلفظه ، لا أحد يحمله جزاء ذنبا لم يقترفه ولكن ليت كل شئ بالتمنى يتحقق .

فأين يجد ذلك المكان وسط هذا الكم من الزحام ، قرر أخيرا الرحيل فى رحلة وهمية خارج نطاق الواقع وأنفصل عن كل ما يوجد من حوله من مؤثرات لتبدأ الأسئلة تضرب عقله الصغير مرة يمينا وأخرى يسارا ....

شعورا يقتله فى اليوم ألف مرة ومرة ، يجعله يفكر لو أنه يستطيع كسر حاجز الزمن بين ثالوثه ربما يعود إلى الماضى حيث كانت بدايته ومنعها من الحدوث بعد قتل ذلك الشخص الذى ــ لا يعرف له شكلا ــ تسبب فى تعاسته فى نظرة الناس المتملقة من حوله ، تشرده فى أعينهم ؛ أو يذهب نحو المستقبل ربما يجد هناك أناس يعرفون شيئا من الرحمة ، شيئا من الشفقة ، أناس يعملون عقولهم للحظة واحدة من الزمن فيصل لخلدهم بأن ليس له ذنب فى ما هو فيه ومن مثله 
.

لقد أتقن قراءة ما تخفيه أعينهم من عبارات وما يفكرون به دون النطق ؛ تمنى لو أن أحدا يستطيع أن يقرأ ما تخفيه عينه من كلمات وعبارات أخرى يدافع بها عن نفسه ربما يفهم البعض منها كيف أتى إلى هذه الحياة ؟، كيف آل به الحال هكذا ؟! لكن أين يجدهم فكل من حوله صمٌ بكم ٌعمىٌ لا يفقهون شيئا .

كم أراد أن يخبرهم بأن ليس من طبعه العنف ، إنه يريد أن يكسب رزقه مثل الأخرين ليكفيه ذل السؤال ، ولكن أنىّ له ذلك والمجتمع من حوله يلفظه وكأنه آفة من آفاته السقيمة ، لم لا يوجد أحد يريد أن يتقبله ....؟! لم يتحمل جزاء ذنب لم يقترفه ....؟! لم يلام على أخطاء غيره ....؟ ....

أسئلة تمنى لو وجد لها إجابة غير الإجابة العقيمة التى أتقنها كل من حوله ...
يريد أن يخبرهم بأنه وأمثاله كالقنبلة الموقوتة كادت أن تنفجر ، كاد أن يصير الوحش الذى خلقته نظراتهم وما يقرأه فى عيونهم  يلتهم كل ما يقف أمامه ؛ يريد أن يثبت لهم بأنه لا فرق بينه وبينهم سوى القليل من الأشياء لو حصل عليها لأصبح واحدت منهم له مكانته بينهم ، إنه لو وجد شخصا يهتم لأمره ، يسهر على راحته ، يهرول به عند المرض لمعالجته ، أحد يعلمه سلوكيات الحياة ، لو تعاملوا معه مرة واحدة كإنسان لعرفوا حينها بأنهم بنوا العديد من الأفكار الخاطئة على مجمتعه من خلال أفكارهم العقيمة التى جعلتهم منبوذين من قبل المجتمع ككل ؛ لتغيرت نظرتهم وعرفوا بأنهم سلاح ذو حدين الأول منهم ذو منفعة للمجتمع والآخر يكاد أن يهلكه ، لو أحسنوا معاملتهم لأصبحوا ترسا فى عجلة التنمية ، ولو ظلوا على أفكارهم لأصبحوا فيروسا لن يكون له علاج ولا مضاد لأنه لن ينفع حينها البكاء على اللبن المسكوب .

ترتسم عبارات الاستغراب والتكهن على وجهه من مجتمع يتقبل ما فيه من مفسدين ، من لصوص ، مْن انتهكوا تقاليد وسلوكيات الحياة الصحيحة رغم أن هناك من يوجههم ويلقون جمّ غضبهم من خلال نظراتهم المتملقة لمجتمع أخر ربما لو اتيحت لهم الفرصة لغير من شأنه تماما .....

موجها نظره نحو السماء ربما يجد بوادر غيث تنذر بقرب الطوفان لينظف تلك الأفكار كى ينتهى من عنائه المتواصل ويبدأ مجتمع لا حياة فيه للعقيم من الأفكار أو آفاته الحالية ، أو أن يجد الخلاص متمثلا فى ملك الموت بعد أن ذبلت ورقة عمره وسقطت لأخيرا وينتهى من الحياة قبل أن تبث الروح فى الوحش الذى خلق بداخله ....

       ليصرخ بصوت مرتفع وحشا أم إنسانا تريدون أن أكون ............؟!!

تمت
جمال أيوب
6-5-2012





الجمعة، 23 مارس 2012

سألتنى وكان الجواب

سألتنى بعين باكية يا ولدى لم الرحيل ؟ لم تريد أن تهجر أحضانى وتحلق عنى بعيدا .....؟ .

أبقى يا ولدى بقربى فأننى أملك كنزا من الحنان ولك فيه نصيب ، أبقى بقربى فأنت  فى الحياة  سندى حاميا للعرض والشرف ، أنت رصاصتى تطلب صدر الظلم والطغيان ، أنت سلاحى فى وجه الأعداء .

أبقى يا ولدى بقربى ولا تسحب من عينى نور الحياة ، فبعينيك أرى الكون ، وفكرك ورجاحة عقلك أبنى حضارتى وأمجادى ، وبك أسعى لمكانتى بين الأمم  .

أبقى يا ولدى بقربى ولا ترحل وتتركنى للخوف ، للوحدة ، للألم والأحزان ؛ لا تتركنى فريسة بين أنياب الظلم والطغيان ؛ يا ولدى لا ترحل و تتركنى فى البرد بلا غطاء .

يا ولدى  أنظر لدمعاتى وكن بها رحيما .....
 أنظر لوجه رسم عليه الزمان ملامحه بأسا وشقاء ؛ وكن له بسمة مرسومة على جبين الحياة ، كن له كقطرات الندى تدواى جراحه وتشفى جراحه ، لتسقى ظمأئه وتعطر ريحه .
 
يا ولدى أنظر فى أمر قلب يأن حزنا ، ينزف حنينا ، يبكى دماءا ، يعتصره الألم على أطفال مثلك ذات يوم رحلوا وأنقطعت أخبارهم ليسمع نعيهم فى اليوم التالى  ؛ كن به رؤفا عطوفا .

يا ولدى أبقى بقربى ولا تسكننى مساكن النسيان ، مساكن الألم والأحزان ، لا تسكننى مساكن الأطلال أرتل فيها تراتيل الوداع ، أسامر بقايا أحلامى ، أبكى فلذات أكبادى تاهوا بين عقبات الزمن .....
أنظر فى أمر عجوز نال منه الزمن بكهولته وشيخوخته ،  يستجدى حنانك ، يتوسل قربك لتؤنسه همساتك ويستنشق عبير أنفاسك ؛ ألا تزيد آلامه ، ألا  تحطم ما تبقى من أمال وأحلام .

أبقى يا ولدى بقربى ولا ترحل وتتركنى للخوف ، للوحدة ، للألم والأحزان ؛ لا تتركنى فريسة بين أنياب الظلم والطغيان ؛ يا ولدى لا ترحل و تتركنى فى البرد بلا غطاء .


وكان الجواب ........
____________________

تسأليننى لم الرحيل وكأنك بالجواب تجهلين ....؟ ؛ ألا ترين كم من الزهور فى بستانك قد ذبلت ...؟ ألا ترين كيف تغتال الأحلام والآمال ....؟ كيف تسمم الأفكار وتغيب العقول ...؟ كيف تزور الحقائق لتصبح أكاذيب ...؟ كيف تزين الأكاذيب لتصبح أساطير ....؟ .

سأرحل باحثا عن ذاتى منقبا عن بقايا أحلامى ، مبتعدا عن مكان أصبح فيه الغدر والخيانة أساسا للبقاء ؛ صانعا لنفسى عالما لن يحيا فيه سوى الصدق والوفاء ، يعمه الأمن فى الأرجاء ...
سأرحل لأعود ببقايا أحلامى كالأشباح أبث بها الرعب فى قلب الظلم والطغيان لأرسم بها أملا جديدا على جدران الحياة لأعزف لحن الحرية والأنتصار لأرفع راية العزة والكرامة فى الأفاق لأجعل منك أسطورة من أساطير الحياة  ........ .

سأرحل وصورتك معلقة فى وجدانى ، مسكنك الروح والفؤاد ، وحبك دوما يمدنى بالزاد ، يسرى فى شرايينى .....  


elgharieb

السبت، 25 فبراير 2012

وداعا فأنى راحل ....

أيا فتاة يستمد الكون منها دفئه ، يختبئ القمر منها خجلا ، تعم الحياة منها سعادة وسرورا ، أيا فتاة من أجلك أبحرت فى بحر الشوق والهذيان ، ومن أجلك وصفنى كل من حولى بالجنون ، وقالوا عنى هذا بهلول مخبول .


أخبرت من حولى بأنك أستثنائية.

قالوا أنك لعوب ماكرة ، ستفطرين قلبى ذات يوم وترحلين ، وعلى قبرى سترقصين رقص المرأة الغجرية ، وعن فريسة أخرى ستبحثين ، هكذا طباع الإنثى إن رأت منك عشقا جنونيا مثل عشقك ، إن رأت منك ضعفا يتغلغل داخلك تحت مسمى الحب ، وعلى حكيم عرضوا مشكلتى وكأن أصابنى مرض عضال أطرحنى فراشا لا داواء له غير العلقم ...

فقلت لهم لا أريد دوائكم إن كان شهدا لكم فهوا علقما مر المذاق ، هو باب الحزن لقلبى ، هو نهاية الكون ، لا أريد أن أحيا ميتا ، فأفضل أن أكون ميتا حيا فى زمنا لا يعترف بنبل ما أريد ، فتاتى أتهمتموها زورا ولن تعرفوها ؛ لن ألومكم على ذلك بل سأترك لكم الحكم حين تصابون بمرضى .


فأنا ذاهب لمملكتى ، شيدتها على سطح القمر ، شيدتها من أحلام طفوليه ، سأتلو فيها تراتيل الحب ، وسأكتب على جدرانها أسمى كلمات الحب ، ترقبوا كل مساء أنشودتى فى جمال محبوبتى ، أنشودة عشقى ، أنشودة رحيلى من دنيا ما رأيت فيها سوى الألم والمكر والأحزان إلى دنيا لن أجد فيها إلا الصدق والحب والأمان ، إلى دنيا لن تسمعوا فيها إلا الأساطير التى تخلد أروع قصص الوفاء ، وسأكتب محبوبتى لحنا على جدران الحياة ليتغنى به كل ما فى الكون من طير وإنس وجان ......



وداعا فأنى راحل ....

elgharieb

السبت، 18 فبراير 2012

هكذا علمنى حبك


هكذا علمنى حبك
أن أنسى امام أبتسامتك كل همى
وأن أزيل من قلبى كل حزنى
وأن أنسى أمامك كل عذابى
وأن أمحى بنظرتك كل ألامى
وألا أعرف أمامك كبريائى
وألا أخرج من قلبى أهاتى
وبرؤياك أمسح كل دمعى
وفى بعدك أسترجع كل شجونى
وفى وداعك أرسل معك قلبى وعيونى
وبذكراه أسبح بخيالى
وغيرك أمرنى ألا ترى عينى
وبجوارك أزيل العقبات من دربى
وبأحلامك أرسم مستقبلى واحلامى
علمنى حبك كل شئ
علمنى حبك أن أعشق كل ما فى الكون
وعلمنى حبك كيف يكون الحب
وعلمنى كيف يكون يكون العشق
وعلمنى كيف يكون الهوى
وعلمنى كيف أسير بين العشاق
وأرشدنى أى الطرقات أسير
وأخبرنى عنك كل شئ
أخبرنى عن جمال أبتسامتك
وأخبرنى عن مدى روعة عينيك
وأخبرنى كيف تكون لغة صمتك
وأخبرنى السبل كى أفهمها
وعلمنى حبك المزيد والمزيد
هكذا علمنى حبك

elgharieb

تبحث عن قصيدة أو موضوع بعينه؟