قصص قصيرة

السبت، 4 ديسمبر 2010

غـــابة الأشــــــباح



يمر الجميع بجوار تلك الغابة ودائما ما يمنون أنفسهم بالدخول إلى دهاليزها والتمتع بما تحتويه من أشجار وزهور ورؤية المياه البيضاء المنحدرة من أعالى الشلالات عندما تتخللها أشعة الشمس الذهبية عنوة عنها ؛ كل ما سبق مجرد صورة مرسومة فى أذهان الجميع لتلك الغابة ولكن لا يستطيع أحد من الخطو خطوة واحدة بين تلك الأشجار لأن أجدادهم كانوا يطلقون عليها غابة الأشباح وكانوا على يقين بأن من يدخلها لن يخرج منها ثانية وقد حدث ذلك مرة منذ أكثر من عشرون عاما وتسلل بعض الأطفال بين شجيراتها ومن حينها لا يعلم عنهم أحد شيئا ؛ وبذلك أيقين الجميع بوجود تلك الأشباح التى تسكن هذه الغابات وكثيرا ما تراودهم الأحلام بغزو تلك الغابة ومحاربة من يسكنها من أشباح وطردهم عنها لأنها جزء من قريتهم الصغيرة ومن وطنهم الذى منعوا من خيراته ولكن كيف يستطيعون فعل ذلك وعدوهم يتفوقون عليهم فى القوة كثيرا ألا تسمع بأنهم أشباح كان ذلك هو الرد عندما يقوم أحد سكان القرية والنداء بغزو الغابة والبحث عن هؤلاء المفقودين من أطفال .


 ظلت تلك الأحلام الصعبة تراودهم كما راودت من قبلهم ولكن الخوف وقف حائلا بين تحقيقها ما أذمه من شعور عندما يحطم الأحلام واغتيالها ودفنها بين التراب . وذات ليلة سمع أهل القرية الضجيج يملأ أركان الغابة والصياح فى تلك الأشباح للاستعداد للحرب والاستيلاء على القرية المجاورة لها وبدأ الخوف يزداد فى قلوب الجميع خوفا من قوة العدو القادم إليهم الذى لا يعلمون بأى سبيل يدافعون به عن أنفسهم وفى ذلك الحين وجدوا شخصا مكمم الوجه لا يظهر من وجهه سوى عيناه فقط ويشع منها ضوءا مظلما ممتطيا جواده واقفا أعلى الصخرة ويقدم لهم العون ولكن بشروط وبدأ يملى عليهم شروطه واحدا تلو الأخر
الشرط الأول ... أنا القائد فى المعركة والجميع يطيع أوامرى
الشرط الثانى ... بعد الفوز بالمعركة سأحكم القرية والجميع يدفع لى الخراج
الشرط الثالث ... لا أريد تمرد ولا عصيان
الشرط الرابع ... لا أريد تجمعات فى القرية ولا أحزاب
الشرط الخامس ... لا أريد أحدا يشغل نفسه بالعلم لا الأبحاث
الشرط السادس ... سأقسم البلدة إلى عدة قرى أصغر منها حجما ولكل منها رئيس ستمد منى سلطته
وبدأ يعد ويكتب لهم الشروط وأعلن الجميع له الولاء والطاعة حتى يتخلصوا من ذلك العدو الذى أخذ منهم أطفالهم ...


 بدأ الجميع يستعدون للحرب بعد تنفيذ ما أمر به ذلك الغريب وجلس على كرسى العرش وحكم فى الجميع ؛ أمتطى جواده وسار فى صدر الجيش فى اتجاه القرية سار الجميع من خلفه يبحثون عن تلك الأشباح لقد قطعوا مسافة كبيرة فى تلك الغابة دون رؤية لأى فرد من الأعداء وأخيرا وصلوا خارج الغابة من الناحية الأخرى وبدأ الجميع يهلل فرحين بالنصر المذعوم وعادوا جميعا وما رأوا سوى الخراب والدمار يصعق بيوتهم وأرضهم فقد تفرقوا وتشتتوا بعد أن كانوا يدا واحدة ، لقد أعطوا الولاء لشخص خائن غدر بهم وبدأ يسرق وينهب فى رزقهم ويفعل كما يشاء ويحلوا له يقتل رجال القرية ويفترس النساء وكأنه ذئب له ذيل نجس تغيرت أحواله ودائما ما يسمعون ضحكاته تدوى فى السماء ساخرا من أمرهم ..


عندما سأله سكان القرية لم ذلك الضحك ؛ يخبرهم قائلا بسبب عقولكم الضيقة أصبحتم فريسة سهلة فى يدى سمعت أنكم تخافون الغابة لما تعج من أشباح فدخلتها وسرت جميع دروبها وعلمت بعدم وجود تلك الأشباح وحينها علمت بأن تلك الأشباح هى أنفسكم الخائفة ، فأتيت إليكم مقدما العون على عدو ليس له وجود سوى فى الأحلام ومن قبل أوهمتكم بأنهم يريدون أن يحاربوكم كى أجبرك على القتال وأجد طريقى نحو السلطة وتكوين الأموال ؛ أعلمتم لم أخر منكم الآن لأنكم أعطيتمونى الفرصة لأتحكم فيكم بشيئين الأول منهم هو جهلكم وخوفكم ، والثانى هو تفرقكم بعد وحدتكم وعندما تشرد أحدى الأبقار عن القطيع تكون فريسة سهلة للوحوش ، وأيضا الآن لا يستطيع أحد منكم محاربتى لأن العديد يسعى لتحقيق مصالحه وتحقيقها يشترط وفائه لى ولا يوجد واحدا فيكم يريد أن يقدم مصلحة الكل على مصلحته .......




فرد أحد الواقفين ذات يوم أخذت تلك الغابة بأشباحها الموهومة أطفال لنا سيعودون لك فى هيئة الأشباح المرسومة فى أذهاننا وحينها لن نخافهم ولكن سنكون لهم سند فلنا موعد أخر وحينها ننظر من سيضحك ومن سيبكى ......

تــــــــمــــــــت
Gamal ayoub
 2/12/2010

تبحث عن قصيدة أو موضوع بعينه؟