قصص قصيرة

الجمعة، 23 مارس 2012

سألتنى وكان الجواب

سألتنى بعين باكية يا ولدى لم الرحيل ؟ لم تريد أن تهجر أحضانى وتحلق عنى بعيدا .....؟ .

أبقى يا ولدى بقربى فأننى أملك كنزا من الحنان ولك فيه نصيب ، أبقى بقربى فأنت  فى الحياة  سندى حاميا للعرض والشرف ، أنت رصاصتى تطلب صدر الظلم والطغيان ، أنت سلاحى فى وجه الأعداء .

أبقى يا ولدى بقربى ولا تسحب من عينى نور الحياة ، فبعينيك أرى الكون ، وفكرك ورجاحة عقلك أبنى حضارتى وأمجادى ، وبك أسعى لمكانتى بين الأمم  .

أبقى يا ولدى بقربى ولا ترحل وتتركنى للخوف ، للوحدة ، للألم والأحزان ؛ لا تتركنى فريسة بين أنياب الظلم والطغيان ؛ يا ولدى لا ترحل و تتركنى فى البرد بلا غطاء .

يا ولدى  أنظر لدمعاتى وكن بها رحيما .....
 أنظر لوجه رسم عليه الزمان ملامحه بأسا وشقاء ؛ وكن له بسمة مرسومة على جبين الحياة ، كن له كقطرات الندى تدواى جراحه وتشفى جراحه ، لتسقى ظمأئه وتعطر ريحه .
 
يا ولدى أنظر فى أمر قلب يأن حزنا ، ينزف حنينا ، يبكى دماءا ، يعتصره الألم على أطفال مثلك ذات يوم رحلوا وأنقطعت أخبارهم ليسمع نعيهم فى اليوم التالى  ؛ كن به رؤفا عطوفا .

يا ولدى أبقى بقربى ولا تسكننى مساكن النسيان ، مساكن الألم والأحزان ، لا تسكننى مساكن الأطلال أرتل فيها تراتيل الوداع ، أسامر بقايا أحلامى ، أبكى فلذات أكبادى تاهوا بين عقبات الزمن .....
أنظر فى أمر عجوز نال منه الزمن بكهولته وشيخوخته ،  يستجدى حنانك ، يتوسل قربك لتؤنسه همساتك ويستنشق عبير أنفاسك ؛ ألا تزيد آلامه ، ألا  تحطم ما تبقى من أمال وأحلام .

أبقى يا ولدى بقربى ولا ترحل وتتركنى للخوف ، للوحدة ، للألم والأحزان ؛ لا تتركنى فريسة بين أنياب الظلم والطغيان ؛ يا ولدى لا ترحل و تتركنى فى البرد بلا غطاء .


وكان الجواب ........
____________________

تسأليننى لم الرحيل وكأنك بالجواب تجهلين ....؟ ؛ ألا ترين كم من الزهور فى بستانك قد ذبلت ...؟ ألا ترين كيف تغتال الأحلام والآمال ....؟ كيف تسمم الأفكار وتغيب العقول ...؟ كيف تزور الحقائق لتصبح أكاذيب ...؟ كيف تزين الأكاذيب لتصبح أساطير ....؟ .

سأرحل باحثا عن ذاتى منقبا عن بقايا أحلامى ، مبتعدا عن مكان أصبح فيه الغدر والخيانة أساسا للبقاء ؛ صانعا لنفسى عالما لن يحيا فيه سوى الصدق والوفاء ، يعمه الأمن فى الأرجاء ...
سأرحل لأعود ببقايا أحلامى كالأشباح أبث بها الرعب فى قلب الظلم والطغيان لأرسم بها أملا جديدا على جدران الحياة لأعزف لحن الحرية والأنتصار لأرفع راية العزة والكرامة فى الأفاق لأجعل منك أسطورة من أساطير الحياة  ........ .

سأرحل وصورتك معلقة فى وجدانى ، مسكنك الروح والفؤاد ، وحبك دوما يمدنى بالزاد ، يسرى فى شرايينى .....  


elgharieb

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تبحث عن قصيدة أو موضوع بعينه؟