قصص قصيرة

الأحد، 25 سبتمبر 2011

نزار قبانى وقصة زواجه من بلقيس الراوى



نزار قباني وقصة زواجه ببلقيس الراوي قصة حياة بلقيس زوجة الشاعر الكبير الراحل/ نزار قباني مع زوجها نزار منذ بداية الحب بينهما وحتى استشهادها في 1981م، يتحدث نزار عن بلقيس:

 بلقيس هي كنز عظيم عثرت عليه مصادفه, حيث كنت أقدم أمسية شعرية في بغداد عام 1962م، ويضيف قصتنا ككل قصص الحب في المدن العربية جوبهت ب(لا)كبيرة جداَ كان الاعتراض الأقوى على تاريخي الشعري, وكانت مجموعاتي الغزلية وثائق أشهرها أهل بلقيس ضدي والقبائل العربية كما نعرف لا تزوج بناتها من اي شاعر تغزل بإحدى نساء القبيلة, ولما يئست من إقناع شيخ القبيلة بعدالة قضيتي، ركبت الطائرة وسافرت إلى أسبانيا لأعمل دبلوماسياَ فيها لمدة ثلاث سنوات, وخلال هذه السنوات الطويلة كنت أكتب لبلقيس, وكانت تكتب لي، رغم أن بريد القبيلة كان مراقباَ.
 وظل وضع نزار على هذا الحال حتى جاء عام 1969م, فيقول نزار: في هذا العام ذهبت إلى بغداد بدعوة رسمية للاشتراك في مهرجان المربد، وهناك ألقيت قصيدة من أجمل قصائدي كانت ((بلقيس الراوي)) بطلتها الرئيسية: مرحباَ ياعراق,جئت اغنيك وبعض من الغناء بكاء أكل الحزن من حشاشة قلبي والبقايا تقاسمتها النساء بعد هذه القصيدة التي هزت بغداد في تلك الفترة, تعاطفت الدولة والشعب العراقي مع قضية نزار وتولى القادة البعثيون خطبة بلقيس من أبيها, وكان على رأس الوفد الحزبي الذي ذهب إلى بيت الراوي في "حي الاعظمية" لطلب يد بلقيس, وزير الشباب الشاعر الأستاذ شفيق الكمالي ووكيل وزارة الخارجية آنئذ الشاعر الأستاذ شاذل طاقة. وهكذا ذهب نزار إلى بغداد عام 1969م ليلقي قصيدة شعر، وعاد وهو يحمل نخلة عراقية .
 ومع بلقيس شعر نزار أنه يعيش في حضن أمه, فقد أدركت بلقيس أن نزاراَ مثل كثير من الرجال يحتاج إلى إمراة تكون في المقام الأول (أما)َ ثم بعد ذلك زوجة فظلت تعامله كطفل وتعوضه عن بعده أمه فقد كان كثير التنقل ولذا نجد نزاراَ يكتب لها قصيدة بمناسبة مرور عشر سنوات على زواجهما يقول فيها: أشهد أن لا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت واحتملت حماقتي عشرة أعوام كما احتملت وقلمت أظافري.. ورتبت دفاتري وأدخلتني روضة الأطفال إلا أنت .. أشهد أن لا امرأة تعاملت معي كطفل عمره شهران إلا أنت وقدمت لي لبن العصفور والأزهار والألعاب إلا أنت .. أشهد أن لا امرأة قد جعلت طفولتي تمتد خمسين عاماَ.. إلا أنت .. كان عمر نزار قباني عند كتابة هذه القصيدة (ست وخمسون عاما).
 قد ظل نزار يعيش كطفل له (أمان) فائزة وبلقيس, حتى كانت أول وأكبر صدمة في حياته حين توفيت والدته عام 1976م, وقد اهتز وجدان الشاعر, فقد وصل ارتباطه بها إلى أقصى درجاته, فهي التي كتب لها قصيدة((خمس رسائل إلى أمي)) عندما كان يسافر بسب عمله في الحقل الدبلوماسي, كان يصف حاله بدونها:
 ....لم أعثر على امرأة تمشط شعري الأشقر وتحمل في حقيبتها إليّ عرائس السكر وتكسوني إذا أعرى وتنشلني إذا أعثر ايا أمي أنا الولد الذي أبحر ولا زالت بخاطره تعيش عروسة السكر فكيف...فكيف... يا أمي غدوت اباَ...ولم أكبر ... تلك الأبيات من ديوان الرسم بالكلمات الذي صدر عام 1966م ...
ولم تمر سوى أعوام قليلة وتحديداَ في15/12/1981م حتى يصدم نزار صدمته الثانية, وكانت في وفاة زوجته وأمه الثانية بلقيس الراوي, ماتت التي كانت تمثل له الكثير في حادث مأساوي تحت أنقاض السفارة العراقية في بيروت على إثر انفجار هائل بالقنابل وقع بها ويصف نزار قباني هذه اللحظة قائلا "كنت في مكتبي بشارع الحمراء حين سمعت صوت انفجار زلزلني من الوريد إلى الوريد ولا أدري كيف نطقت ساعتها: يا ساتر يا رب.. بعدها جاء من ينعي إلي الخبر .. السفارة العراقية نسفوها .. قلت بتلقائية بلقيس راحت .. شظايا الكلمات ما زالت داخل جسدي ..أحسست أن بلقيس سوف تحتجب عن الحياة إلى الأبد, وتتركني في بيروت ومن حولي بقاياها, كانت بلقيس واحة حياتي وملاذي وهوويتي وأقلامي. ويطلق الشاعر صرخة حزن مدوية, في قصيدة تعد من أطول القصائد المرثية التي نظمها نزار قباني, وهي قصيدة بلقيس ونذكر لكم منها:
 بلقيس يا وجعي ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل هل يا ترى... من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل؟ .. قتلوك يا بلقيس.. أية امة عربية.. تغتال أصوات البلابل .. بلقيس.. أيتها الشهيدة..والقصيدة.. والمطهرة النقية.. سبأ تفتش عن مليكتها فردي للجماهير التحية.. *** تلك هي قصة الشاعر العظيم نزار قباني وحياته مع حبيبته وزوجته بلقيس *** من يحب سوف يفعل المستحيل لأجل حبه،، *** أحبكـ جدا يا وردتي،، *** شرح الصورة/ نزار قباني وزوجته بلقيس الراوي في حفل زفافهم في بغداد عام 1969م. ***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تبحث عن قصيدة أو موضوع بعينه؟